عاجل
حينما كنت صغيرة، فقدتُ والدتي، ولم يبقَ لي في هذه الدنيا سوى شقيقي رافن. كان هو كل ما أملك، ولأجل مستقبله المشرق، كنت على استعداد لفعل المستحيل.
عملت بجهدٍ مضنٍ حتى استطعت إدخاله إلى أرقى المدارس، معتقدةً أن الطريق أمامه سيمتلئ بالنجاحات.
غير أن خبرًا كالصاعقة شقّ قلبي؛ وصلني نبأ وفاته المفاجئ في المدرسة التي ظننتها الملاذ الآمن له.
في غمرة يأسٍ عميق، جلستُ أبكي بلا انقطاع أمام قبره، إلى أن ظهر أمامي رجل غريب ادّعى أنه رئيس مجلس الطلاب في مدرسة رافن. تقدم مني بعرضٍ لم أستطع تصديقه:
“ميلودي، إن استطعتِ العودة عامًا إلى الوراء… فهل ستعودين؟”
رغم أن كلماته بدت كخدعة، ورغم أنني شككت أنه قد يكون شيطانًا، إلا أنني كنت مستعدة للتشبث بأي خيطٍ مهما كان واهيًا إن كان سيعيد لي أخي. عقدت معه اتفاقًا دون تردد، والمفاجأة أنني حقًا عدتُ إلى الماضي قبل عامٍ كامل!
لم أُضِع وقتًا، فالتحقت فورًا بتلك المدرسة الملعونة، “مدرسة القديسة غلوريا الخاصة”، لأحمي شقيقي الحيّ بعدُ وأنتزعه من براثن المجهول.
لكن… حتى مغادرة القصر الذي أعيش فيه بعد العودة كانت مغامرة محفوفة بالمصاعب، وعندما بلغت المدرسة أخيرًا، أدركت أن شيئًا ما يسير في الخفاء.
أخي يتجنب لقائي، والطلاب يؤكدون أن رافن لن يترك المدرسة بإرادته أبدًا. وكأن ذلك لا يكفي؛ فقد بدأت الأرواح والظواهر الغامضة تظهر في كل ركنٍ من أركانها، ومعها تنتشر الشائعات والقصص المخيفة. والأسوأ من ذلك، أن الخيوط كلها تقود إلى أن أخي متورط في تلك الأحداث الغامضة.
لكنني أقسمت ألا أفقده مرة أخرى.
أنا، ميلودي هاستينغز، هل سأنجو من هذه الحكايات المرعبة، وأتمكن من إنقاذ أخي، والهروب معه من هذا المكان الملعون؟